الأحد، 17 يونيو 2012

صناعة الملابس الجاهزة


صناعة الملابس الجاهزة هي الصناعة التي بدأت بها كل دول العالم متقدمة، فهي الصناعة التي يتعلم فيها عمال الدول النامية الجلوس في خطوط انتاج محددة، كما يبدأ العمال في فهم اهمية الوقت والانتاج والنظام والانتظام، ومتطلبات صناعة الملابس الجاهزة هي واحدة من ابسط المتطلبات مقارنة باي صناعة اخري.
فالبنسبة للتكنولوجيا فيمكن البدأ في مشروع صناعي بامكانيات بسيطة، فعلي الرغم من وجود اجهزة تكنولوجية متطورة جدا في هذه الصناعة، الا انه يمكن البدء في مشروع ملابس جاهزة صغير بالاعتماد علي بعض الماكينات البسيطة.
وبالنسبة للايدي العاملة والمهارات فصناعة الملابس الجاهزة لا تتطلب مهارات متقدمة، بل يمكن القول ان كل البشر يمكنها حيكاة الملابس او علي الاقل يعرفون المفاهيم الاساسية في مجال الملابس الجاهزة.

وبالنسبة لمكان اقامة مشروع ملابس جاهزة فيمكن البدء في اي مكان فهي صناعة لا تلوث البيئة، ولا تستخدم فيها المعدات الثقيلة.
انها وبكل تأكيد صناعة الدول النامية.
في اوروبا واثناء الثورة الصناعية التي كان لانجلترا دور كبير فيها ظهرت صناعة النسيج وتبعتها صناعة الملابس، واصبحت انجلترا مركزا للصناعات النسجية في اوروبا، بل انه ليس سرا ان منشئ صناعة الموضة في فرنسا وهو تشالرز فريدريك وورث كان انجليزيا،وعلي الرغم من البدايات البسيطة لهذه الصناعة الا انها آهلت اوروبا للثورة الصناعية، ومازالت صناعة النسيج في انجلترا والموضة في فرنسا مصدر دخل رهيب لهذه الدول، ومصدر رزق لملايين العمال والمصممين الانجليز والفرنسيين.

صناعة الملابس الجاهزة وطابور التطور

عندما تطورت اوروبا واصبحت صناعة الملابس الجاهزة لا تكفي متطلبات العمال فيها، احتفظت لنفسها بصناعة الموضة الاكثر ربحية، ثم تخلت عن صناعة الملابس للدول الاقل نموا، وهنا ظهر دور الصين كاكبر مصنع للملابس الجاهزة في الوقت الحالي، حيث بدأ العمال الصينيين في تعلم اساسيات التصنيع، كيفية الجلوس في خطوط انتاج، اهمية الوقت، واهمية الانتاج، وفي الوقت الحالي تظهر بوادر لتخلي الصين عن هذه الصناعة، فعمال الصين قد اتقنوا الدرس الاول وهو صناعة الملابس الجاهزة، وهاهم في يستعدون للدروس التالية مثل صناعة الاجهزة الالكترونية والكمبيوتر، الاقمار الصناعية و……. وعندما يتقنون هذه الصناعة تماما اظن انهم سيتخلون عن الصناعات الاقل تطورا، ونري دولا عديدة اقل تطورا من الصين تحاول ان تحجز لنفسها مكانا في طابور التطور، فتركيا تثبت وجودها يوما بعد يوم في المنطقة الوسطي بين صناعة الملابس الجاهزة وصناعة الموضة، في حين ان الهند تقاتل في مجال صناعة الملابس الجاهزة فقط مقتدية بالنموذج الصيني.

وماذا عن صناعة الملابس الجاهزة في مصر؟

تنقسم مصانع الملابس الجاهزة في مصر بشكل عام الي مصانع انتاج كمي للتصدير، ومصانع انتاج شبه كمي للسوق المحلي، وتوظف في مصانع التصدير امكانيات تكنولوجية جيدة، واجهزة حديثة، وامهر العمال في مصر، الا ان مصانع التصدير في مصر لا تنتج موضة، بخلاف تركيا التي تربح مرتين من خلال تسويق الموضة، وانتاجها كذلك.
اما مصانع الانتاج المحلي فتعاني بشكل محدود من نقص التكنولوجيا والايدي العاملة الماهرة، كما انها ايضا لا تنتج تصميمات خاصة بها، ولهذا نجد ان تصميمات الملابس الجاهزة المعروضة في المحلات متشابهة “متطابقة” وفي نفس الوقت لا تناسب المستهلك المصري، ويبحث المستهلك عن منتج مختلف فلا يجد، والسبب ان هذه المصانع تحاول فرض التصميمات الاوروبية علي المصريين، وهي في نظري عقدة غير مفهوم سببها، فلا المصريين سيرتدون الموضة الاوروبية يوما، ولا الموضة الاوروبية ستناسب المصريين ابدا، ولا بديل عن ان تتجه هذه المصانع الي تصميم ازياء مصرية تناسب المصريين، حتي يمكنها التميز عن المنافسيين، كما ينصحنا اهل الت

0 التعليقات:

إرسال تعليق